الأربعاء، 31 مارس 2010

السكري و الكوليسترول

تعتبر زيادة الكولسترول في الجسم حالة شائعة جدا عند مرضى السكري ( أكثر من 70 % من مرضى السكري من النوع الثاني لديهم مثل هذه الزيادة ) . والكوليسترول عامل مهم يدخل في تركيب أغشية الخلايا الحية . ويلعب دورا مهما في تكوين الكثير من المواد الأساسية في الجسم منها الهرمونات ، التستسترون والأستروجين والبروجسترون ، بالإضافة إلى كونه أساسي في تركيب المادة الصفراء التي تصنع في الكبد وتخزن في المرارة ، بالإضافة إلى وظائف أخرى يقوم بها داخل الجسم . لكن زيادة الكوليسترول أو أي اضطراب أو خلل في تصنيعه داخل الجسم يؤدي إلى مشاكل جمة وخطيرة تؤثر في صحة الإنسان وحياته . ويتداخل اضطراب الكوليسترول مع أمراض كثيرة لها علاقة مباشرة مع السكري وارتفاع ضغط الدم ، فتراكم الكوليسترول الواطئ الكثافة ( LDL ) بالإضافة إلى الدهون الثلاثية في الشرايين وخصوصا الشريان التاجي يؤدي إلى حدوث أمراض قاتلة مثل تصلب الشريان واحتشاء عضلة القلب .

لذلك فقد ارتأيت ذكر شيء عن الكوليسترول وتأثيراته وارتباطه الوثيق بالمرضين السابقين ، السكري وارتفاع ضغط الدم ، لكونه أحد الأسباب التي تساعد في حصول المضاعفات ، بالإضافة إلى أن طرق العلاج بغير الأدوية تناسب العلاج من التأثيرات السيئة للكوليسترول .

الكوليسترول عبارة عن مادة ستيرويدية كحولية تمتلك مزايا الدهون، وبالتالي ارتبط اسمها بمرض تصلب الشرايين المغذية للقلب . هناك عدة أنواع من الكوليسترول ، لكن ما يهمنا نوعين رئيسين هما الكوليستيرول واطئ الكثافة ( LDL ) والذي يطلق عليه الكوليسترول السيء " يقوم بالالتصاق على الطبقة الداخلية للشرايين المغذية للقلب " ، والكوليسترول العالي الكثافة ( HDL ) والذي يطلق عليه الكوليسترول الجيد " يمنع تراكم الكوليسترول الرديء على جدران شرايين القلب " .

نسبة الكوليسترول العالي الكثافة إلى المجموع الكلي للكوليسترول هو العامل الحاسم في تحديد خطورة الكوليسترول الكلي في الجسم على صحة الإنسان. وإذا كانت نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) تساوي 0,3 من الكوليسترول الكلي فأكثر (أي ثلث الكوليسترول الكلي تقريبا) فان مجموع الكوليسترول الكلي ليس مهما من ناحية صحية لأن نسبة الكوليسترول الجيد كافية لمنع الكوليسترول الرديء من الالتصاق على شرايـين القلب. تكون نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) الطبيعية هي 45 ملغم/سم3 عند الذكور بينما تكون هذه النسبة عند الإناث هي 60 ملغم/سم3، وهذا يفسر سبب ندرة حدوث مرض تصلب الشرايين لدى الإناث مقارنة بالذكور ، يعزى السبب في ذلك إلى إن هرمون الاستروجين الموجود لدى الإناث بكميات أكبر من الذكور، حسب رأي الأطباء، هو سبب ارتفاع نسبة الكوليسترول الجيد في جسم المرأة ، بدليل أن سن اليأس هو نقطة زوال الحماية عن الإناث فيما يخص إمكانية التعرض لمرض تصلب الشرايين، ومن المعروف أن سن اليأس هي النقطة التي تبدأ فيها عملية نقص وتلاشي إفراز هرمون الاستروجين عند الإناث. ويجب أن لا يقل الكوليسترول الجيد في الجسم عن 25 ملغم/سم3 عند الذكور، وأن لا يقل عن 45 ملغم/سم3 عند الإناث.

الوقاية والعلاج من ارتفاع الكوليسترول

اتباع التغذية الصحية المتوازنة مع الإقلال من الشحوم الحيوانية (الدهون المشبعة) إضافة إلى زيت جوز الهند وزيت النخيل (زيوت مشبعة ).

إنقاص الوزن سواء من خلال الرياضة أو الريجيم أو كلاهما معا، والأفضل الجمع بين الاثنين.

التركيز على تناول الكربوهيدرات المركبة وكذلك الأغذية الغنية بالألياف والقابلة للذوبان في الماء مثل البقول والخضار والفواكه.

الرياضة المستمرة والمناسبة .

التحكم في الضغوط النفسية ومشاكل الحياة.

العلاج بالأدوية
توجد عدة أنواع من الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع مستوى الكولسترول ويطلق عليها خافضات الكوليسترول cholesterol-lowering medications أو منظمات الدهون Lipid – regulating drugs ، وهي كما يلي :

ستاتين Statins:
مثل اتورفاستاتين atorvastatin ، و سريفاستاتين cerivastatin ، و فلوفاستاتين fluvastatin ، و برافاستاتين pravastatin ، وسمفاستاتين simvastatin .

تستخدم كخط علاجي أول لبعض أنواع ارتفاع الكوليسترول ، تعمل هذه المجموعة على تثبط أنزيم يتحكم في نسبة تصنيع الكوليسترول في الجسم يسمى HMG CoA reductase ، بالتالي تخفض مستوى الكوليسترول عن طريق خفض سرعة تصنيع الكوليسترول وزيادة مقدرة الكبد على التخلص من الكوليسترول الضار الموجود في الدم . عادة تؤخذ في مساء مع وجبة العشاء أو عند النوم للاستفادة من الحقيقة القائلة بأن الجسم ينتج كميات أكبر من الكوليسترول ليلا .هذه المجموعة بصفة عامة آمنة ويتحملها معظم المرضى ، والإعراض الجانبية الخطرة نادرة . من التأثيرات الجانبية لهذه المجموعة حصول وهن في العضلات ، عند حصول ذلك لابد من استشارة الطبيب لاستبدال الدواء أو تقليل الجرعة . تعتبر هذه المجموعة الأحسن في علاج حالات ارتفاع الكوليسترول . هذه المجموعة مناسبة لعلاج مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم ، لكن يجب الحذر من انخفاض ضغط الدم عند الوقوف .


فيبرات Fibrates:
مثل بزافايبريت bezafibrate ، و فينوفايبريت fenofibrate ، و جيمفيبروزيل gemfibrozil . تعمل هذه المجموعة على خفض نسبة الدهنيات الثلاثية بشكل كبير . و تستطيع خفض الدهنيات الثلاثية بنسبة 50% ورفع مستوى الكوليسترول الجيد بنسبة 10-25% . أما الكوليسترول الضار فربما يرتفع أو ينخفض وذلك يعتمد على نوع الخلل الذي يتم علاجه . الأعراض الجانبية الخاصة هي : اضطرابات بسيطة في الجهاز الهضمي ، هناك احتمال أن تؤثر أدوية هذه المجموعة على العضلات مسببتا وهن في العضلات myopathy . وقد لوحظ وجود بعض الحالات التي تتفاعل فيها أدوية هذه المجموعة مع مجموعات أدوية السلفونايل يوريس Sulphonylureas ، المستخدمة في علاج مرضى السكري .


راتنجات أو راتينات تبادل الشوارد السالبة Anion-exchange resins:
مثل كولستيبول colestipol ، و كوليستيرامين cholestyramine . يطلق عليها أحيانا فاصلات أو عازلات أحماض الصفراء Bile acid sequestrates ، لأنها ترتبط بأحماض الصفراء في الأمعاء وتمنع إعادة امتصاصها وبهذا يقوم الكبد بتحويل المزيد من الكوليسترول إلى أحماض الصفراء ، وبالتالي يقل مستوى الكوليسترول في الدم . توصف هذه المجموعة عادة مع مجموعة الستاتين لبعض المرضى المصابين بأمراض القلب التاجية لزيادة التأثير والحصول على نسبة أعلى لخفض الكوليسترول تصل إلى 40 % . لكن يجب أن يكون هناك فرق زمني بين فترة تناول الدوائين ، لأن أدوية هذه المجموعة تؤثر على امتصاص أدوية مجموعة الاستاتين .

تعيق أدوية هذه المجموعة امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون ، ولهذا إن استمر تناولها لفترة طويلة فربما يتطلب ذلك تناول فيتامين أ ، د و ك. الآثار الجانبية لها قليلة لأنها لا تمتص بالعادة ، لكن قد تظهر أعراض تؤخر في تخثر الدم عند حصول نزيف بسبب نقص فيتامين ك . يوخذ في العادة بفترة زمنية لا تقل عن 4 ساعات عن الأدوية الأخرى حتى يضمن عدم حصول تفاعل مع الأدوية الأخرى .


حمض النيكوتين Nicotinic acid:
مثل نياسين Niacin . يعمل على خفض مستوى الدهنيات الثلاثية عن طريق خفض الأحماض الدهنية الحرة أو الطليقة free fatty acids . ربما يؤدي هذا الدواء إلى ارتفاع مستوى السكر بسبب عدم التحمل للجلوكوز glucose intolerance إن كانت الجرعات كبيرة وربما يؤدي إلى تفاقم حالات النقرس gout . العقار acipimax من مشتقات حمض النيكوتين يتميز بأعراض جانبية أقل ولكن تأثيره أقل في خفض الدهون .


الأدوية الطبيعية Neutraceuticals:
من الممكن أن يفيد زيت السمك fish oils الغني بـ Omega-3 marine triglycerides في حالات ارتفاع دهون الدم الثلاثية . يعتقد بأنه يحفز الجسم على أتباع مسار بديل لإستقلاب الدهون .


تعليم المريض
تقع مسؤولية أعلام المريض بكل ما يتعلق بحالته المرضية ضمن مسؤولية الطبيب ، فإيضاح أهم ما يتعلق بهذين المرضين ومعنى الإصابة بهما وما ستكون النتيجة في حالة إهمالهما بالإضافة إلى مخاطر ارتفاع الكوليستورل والدهون الثلاثية .

لابد أن يدرك المريض جيدا أن الغرض من إعطاءه هذه المعلومات هو ليس زيادة مخاوفه ، بل الأمل في أن يلتزم المريض بالعلاج الدوائي وغير الدوائي لتحقيق الغرض من العلاج .

بالإضافة إلى مهمة الطبيب في علاج المريض ، فالصيدلي تقع عليه أيضا مهمة كبيرة في شرح تأثير الدواء وأثاره الجانبية التي يمكن أن تظهر ، وأوقات أخذ الدواء بالإضافة إلى التعليمات والإرشادات التي يجب أن تقدم للمريض والتي يجب أن تركز على الدواء بالإضافة إلى تكييف نمط الحياة ليتناسب مع المرض و لا يتعارض معه .

لابد أن يتذكر المريض دائما أنه هو الأصل دائما في العلاج ، فعلى عاتقه تقع مهمة العناية والمحافظة على صحته ، وهو الشخص الأول المسؤول عن نفسه .

على المريض عدم تناول أي علاج ، دوائي أو غير دوائي ، من دون أن يسأل الطبيب فيما إذا كان هذا العلاج متناسبا مع حالته الصحية . فربما يكون للعلاج الدوائي تفاعل مع الأدوية التي يأخذها المريض ، مما يؤدي إلى عدم الحصول على العلاج المناسب أو تضاعف تأثير الدواء . وفي حالة ظهور أي عارض غير موجود سابقا يجب استشارة الطبيب لاحتمالية أن يكون الدواء مسؤولا عنها .

بسبب كون هذه الأمراض ليس لها أعراض ظاهرة ، يمكن الإحساس بها أو تلمسها ، إلا إذا ارتفعت بمستويات عالية جدا . فمن الضروري أن يعرف المريض أن العلاج لا تكون له أثار ظاهرة بشكل مباشر يستطيع أن يحس بها ، لذلك فظهور بعض الآثار الجانبية وخصوصا في بداية العلاج ، لا يعني أن العلاج غير مفيد ، فلا يجب أن يقل الإقبال على العلاج . بالإضافة إلى الانتباه إلى عدم نسيان وقت الدواء أو قطع الدواء بدون استشارة الطبيب سيكون له عواقب وخيمة .

أخيرا ، لابد أن يتذكر المريض أن هذه الأمراض مزمنة لابد من التعايش معهما ، وتعديل نمط الحياة والتكييف للالتزام بما يناسب الحياة الصحية مع هذه الأمراض

الذبحة الصدرية


تعمل عضلة القلب كمضخة لتوصيل الدم إلى جميع أنحاء الجسم وتحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من طاقة ( أوكسجين ) لأداء تلك المهمة عن طريق الدم الذي يصلها عن طريق الشرايين التي تغذيها وعددها ثلاثة تسمى بالشرايين الاكليلية أو التاجية ، والذبحة الصدرية هي الأعراض التي تحدث للمريض عند نقصان الدم الساري في الشرايين التاجية المغذية لعضلات القلب والناتج عن عدم التوازن بين استهلاك القلب للغذاء ونسبة وصول الغذاء إليه وهى في الغالب تكون نتيجة تصلب وضيق الشرايين التاجية مما يمنع وصول الدم بصورة كافية وأحيانا يكون السبب زيادة كبيرة في حاجة القلب للغذاء " الأوكسجين " بالرغم من كفاءة الشرايين التاجية مثل حالات تضخم القلب نتيجة لارتفاع الضغط أو لاعتلال عضلي.

الأعراض
آلام مميزة الطابع في الجانب الأيسر من الصدر وخلف عظمة القص يكون الألم من النوع الضاغط ، وقد يمـتد إلى الكتف الأيسر وأسفل الرقبة والفك الأسفل وإلى اليد اليسرى وأحيانا قد يمتد إلى الظهر أو أعلى البطن وهناك صفة شبه دائمة في أغلب الحالات وهي حدوث الألم مع الجهد وزواله بانتهاء الجهد أو الراحة.. وهناك بالطبع أسباب عديدة أخرى لآلام الصدر ولذلك فمن الضروري استشارة الطبيب فورا لإجراء بعض الفحوصات الأخرى.

أهم الأمراض التي تسبب انسداد شرايين القلب وبالتالي إلى الذبحة الصدرية هي أمراض تصلب الشرايين وزيادة الكولسترول ومرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم. قد يتوقف مرور الدم بصورة تامة في أحد فروع الشرايين القلبية نتيجة التجلط الذي يحدث في الأجزاء الضيقة منه فيتوقف الدم تماما عن تغذية هذا الجزء من العضلة فتموت العضلة وذلك ما يعرف باحتشاء العضلة القلبية - حيث تختلف الأعراض مع ما يحدث عند الذبحة الصدرية إذ أنها تستمر لفترة طويلة وقد تحدث في أوقات الراحة وأحيانا عند النوم مع مصاحبتها بالشعور بغثيان وعرق غزير أو قد تظهر بشكل عسر هضم.

أسباب الذبحة الصدرية
يشكل تراكم المواد الدهنية على جدار الشرايين التاجية والذي يبدأ في عمر مبكر قبل مرحلة البلوغ أحد الأسباب الرئيسية للذبحة الصدرية فمع امتداد الترسب الدهني مع حدوث مضاعفات داخل هذا الترسب منها النزف والتقرح والتكلس مما ينتج سكنه في النهاية

ضيق شديد في الشرايين أو انسداد كامل مما يؤدي لظهور الأعراض ، وهناك عوامل خطورة تؤدي إلى سرعة حدوث تصلب الشرايين مثل تقدم العمر والجنس " تحدث أكثر في الذكور عن الإناث خاصة قبل انقطاع الحيض لديهن "

وهناك أيضا ارتفاع نسبة الكولسترول ، ارتفاع ضغط الدم والتدخين والتي تشكل دورا رئيسيا في حدوث الذبحة ، كما أن هنا عوامل ثانوية أخرى منها انخفاض نسبة الدهون الثقيلة الكثافة في الدم ، حدوث تصلب الشرايين التاجية في العائلة و خاصة في السن الصغير و داء السكري ، البدانة أو السمنة المفرطة ، قلة الحركة وبعض الأنواع من الإجهاد الذهني أو النفسي.

وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم تعنى نسبة الدهون الكلية في الدم وهى تختلف باختلاف العادات الغذائية بين الشعوب وتزيد نسبتها لدى الشعوب التى تتناول الكثير من الأغذية الحيوانية وتقل بكثير لدى الشعوب التي تتناول الأغذية النباتية.

وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن ارتفاع نسبة الكولسترول يزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين وترتفع نسبة الإصابة كلما ارتفعت نسبة الكولسترول في الدم . وارتفاع ضغط الدم يعد عامل خطورة هاما لحدوث الذبحة الصدرية لما يسببه من عدم انتظام في تدفق الدم داخل الشريان مما يسبب تغيرات داخل بطانة جدار الشريان ويزيد من تصلب الشرايين التاجية ، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من عمـل البطين الأيسر ويؤدى إلى تضخمه وزيادة حاجته للأكسجين.

أثبتت الأبحاث العلمية بما لا يدعو للشك أن احتمال الوفاة الناتجة عن انسداد شرايين القلب تزيد بنسبة تصل إلى ( 70% ) سنويا لدى المدخنين عنها لدى غير المدخنين ، كما أن نسبة الموت المفاجئ لدى المدخنين سنويا هي أكثر من الضعف عنها في غير المدخنين . والتدخين يؤدي إلى زيادة نسبة التصاق الصفائح الدموية في الدم أو تقلص الشرايين بسبب النيكوتين الذي له تأثير قابض قوي ، كما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون الموجود في السجائر ، كما أثبتت الدراسات العلمية أن خطر التدخين على الشرايين التاجية يقل بالامتناع كلية عن التدخين أو مجالسة التدخين.

إذا كنت من الأشخاص الذين يتعرضون لأي من الظواهر السابقة فيجب عليك زيارة الطبيب كإجراء وقائي وإذا شعرت بأي أعراض مرتبطة بالمجهود مثل كحة بالصدر أو ألم بالرقبة أو بالكتف الأيسر ، أو إذا كنت تشعر بهذه الأعراض عندما تتعرض للجو البارد ، فلا بد أن تزور الطبيب ويفضل أن يكون أخصائي قلب لتقييم الحالة.

الملح والسكر

تجنب الإكثار منهما " عبارة تتكرر كثيرا ، ربما تكون قد سمعتها من قبل أحد الأطباء أو العاملين في المجال الصحي أو من مرضى قد تجاوزوا الأربعين من العمر وهم يشتكون مما يسمى سموم البدن كما هو معروف بالمفهوم الشعبي .

الملح والسكر مادتان أساسيتان للحياة ، لا يستغني عنهما أبدا ، ولا تطيب الحياة والصحة دونهما . إن المفهوم الخاطئ لاعتبارهما سموم البدن يرجع إلى ارتباطهما الوثيق بمرضين خطيرين يؤرقان البشرية ويحصدان ملايين البشر سنويا وهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم ، ويعتبران من أكثر أسباب الوفيات في العالم ، وتنفق الدول أموالا تقدر بالمليارات لعلاج مثل هؤلاء المرضى ، بالإضافة إلى ما يفرضه من ميزانية خاصة وكبيرة على المريض . لا يتفق المفهوم العلمي بتسميتهما بسموم البدن لأن السم عادة يكون خطيرا ومميتا في حالة أخذه بجرعة معينة ، لكن بالنسبة إلى السكر والملح فأن نقصهما في الجسم يؤدي إلى أمراض خطرة لا يقل أذاها عن المرضين السابقين ، لكن هذه الأمراض ليست شائعة الوجود مثل مرضي السكر وارتفاع ضغط الدم .


لا أود الحديث هنا عن المادتين بمفهومها الكيميائي و الفيزيائي ، بل سيكون الحديث عن المرضين المرتبطين بهاتين المادتين ، وسيكون التركيز على مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم. الملح كما هو معروف بعلاقته الكبيرة وكونه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بارتفاع ضغط الدم ، وينصح دائما بالتقليل منه عند مرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والكلى وكبار السن وغيرهم . والملح المقصود هنا هو ملح الصوديوم ، الذي يشكل 99 % من ملح الطعام ويكون بشكل كلورايد الصوديم ، ويحتوي ملح الطعام بالإضافة إلى الصوديوم على أملاح البوتاسيوم والكالسيوم واليود لكن بتراكيز قليلة جدا. أما بالنسبة للسكر فمن أسمه يظهر ارتباطه الأساسي بمرض السكري الذي يتميز بارتفاع معدل السكر بالدم .



ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري :

مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العالم ، يقدر عدد المصابين به على مستوى العالم 10% ، علما أن نسبة الإصابة به تختلف بين دولة وأخرى . ويعتبر انتشار مرض السكري في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم ، ففي السعودية 16% ، الإمارات 24% ، مصر 10% ، البحرين 10% ، عمان 12% . أما في الولايات المتحدة الأمريكية فتصل النسبة إلى 10% . وتشكل هذه النسب العالية كارثة محلية لكل مجتمع. هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري : النوع الأول يصيب الأطفال عادة ويقدر بـ 10% من عدد المصابين بالسكري . أما النوع الثاني فيصيب البالغين ويصل عدد المصابين به إلى 90% ، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل .


يحصل مرض السكري نتيجة نقص أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في جزر لانكرهانز الموجودة على البنكرياس ، ويعمل الانسولين على إدخال سكر العنب ( الجلوكوز ) إلى داخل الخلايا من أجل استهلاكه والحصول على الطاقة . أن هذا النقص أو الانعدام في هرمون الانسولين سيؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي واعتلال شبكية العين وتلف في الكليتين ، بالإضافة إلى جعل الجسم عرضة للإصابات الجرثومية والفطرية . تعتبر هذه بعض المعلومات عامة نوعا ما بالنسبة للكثير من المرضى المصابين بالسكري نتيجة الاهتمام الواسع بتوعية الناس بخطر هذا المرض ، حيث يزود الأطباء والعاملين بالمجال الصحي مرضى السكري بهذه المعلومات في سبيل توضيح المرض .


أما ما قد يجهله الكثير من مرضى السكري هو الارتباط الكبير بين السكري وارتفاع ضغط الدم ، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم معا إلى ما يقارب الـ 70% من مرضى السكري . وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكري يموتون نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية ، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم . بالإضافة إلى أن معدل إصابة مرضى السكري بارتفاع ضغط الدم هو الضعف عند البشر غير المصابين بمرض السكري . وقد أشار تقرير عرض في العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضى السكري مصابين بارتفاع ضغط الدم ، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي .


ارتفاع ضغط الدم الذي يطلق عليه أحيانا " المرض الصامت " بسبب عدم وجود أعراض خاصة به ، وفي حالات كثيرة لا يشخص المرض إلا بعد أن تظهر المضاعفات أثر الإصابة به . علما أن 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرف سبب لأصابتهم . هناك الكثير من الأسباب التي يعزى إليها الإصابة بهذين المرضين ، السكري وارتفاع ضغط الدم ، منها عامل الوراثة أو الإجهاد والتوتر أو القلق . بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي تعبر وظيفية أو خاصة بكل مرض .


يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر وغير المسيطر عليه عامل أساسي في تطور مضاعفات مرض السكري المتمثلة في اعتلال شبكية العين ، و خلل في وظائف الكلى ، و أمراض الشريان التاجي ، و اختلال الأوعية الطرفية ( في الساقين والذراعين ) . أثبت ذلك من خلال النتائج التي تم الحصول عليها من اختبارات تمت السيطرة فيها على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي عند بعض المرضى .

من أجل تشخيص دقيق وصحيح لمرض ارتفاع ضغط الدم لابد أن تتم عملية قياس ضغط الدم عدة مرات ولأيام مختلفة . عادة يزيد ارتفاع ضغط الدم من المضاعفات التي يسببها السكري ، فقد يؤثر هذا الارتفاع على الأوعية الدموية الصغيرة ( Microvascular ) فيسبب أذى قد يصيب الكلى ( Nephropathy ) أو شبكية العين ( Retinopathy ) ، او قد يصيب الأوعية الدموية الكبيرة ( Macrovascular ) فيسبب تصلب الشرايين ( Atherosclerotic ) . وعادة يزيد من حالات الوفاة المبكرة .

يصنف ارتفاع ضغط الدم عند المرضى العاديين ، غير المصابين بمرض السكري عدة تصنيفات ، وكما هو مبين في الجدول التالي لأشخاص لا يتناولون أي دواء مخفض ضغط الدم .

الدم و الهيموغلوبين

ما هو الدم و الهيموغلوبين؟
يضخ القلب الدم إلى الجسم عبر الشرايين ليوصل الأكسجين والغذاء إلى مختلف أجزاءه, ومن ثم يقوم الدم بحمل فضلات التفاعلات في الخلايا وثاني أكسيد الكربون, ومن ثم العودة عبر الأوردة إلى القلب ليتم ضخه من جديد إلى الرئتين ليتم هناك التخلص من ثاني أكسيد الكربون والتزود من جديد بالأكسجين وأخيرا العودة إلى القلب لتكرار العملية.
هذه العملية هي ما يسمى بالدورة الدموية في جسم الإنسان.

أما ما يسمى بالدم فهو عبارة عن سائل شفاف يميل للصفرة يسمى البلازما أو المصل, يحمل هذا السائل خلال دورته خلايا خاصة بالدم تسمى خلايا الدم الحمراء, وهي التي تكسبه لونه الأحمر, بالإضافة إلى خلايا أخرى تسمى خلايا الدم البيضاء وصفائح الدم.

بالإضافة إلى حمل هذه الخلايا فإن البلازما تقوم بجزء بسيط من عملية نقل الأكسجين.
أما كريات الدم الحمراء فتقوم بمعظم عملية نقل الأكسجين عن طريق الهيموغلوبين المخزن في داخلها.
الهيموغلوبين عبارة عن بروتين له القدرة على تخزين الأكسجين, والقدرة على إعطائه للخلايا الحية في الجسم.

يتم إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاغ العظام المتخصصة بهذا الشأن, مثل عظام القفص الصدري والعمود الفقري وغيرها من العظام.
عندما تتكون خلية الدم الحمراء يكون لها نواة كغيرها من الخلايا, ولكن وبعد أن تخرج إلى الدم تترك نواتها في نخاع العظم, وتنطلق في الدم لتؤدي وظائفها في الجسم.

أما الخلايا الأخرى التي يحملها سائل البلازما فهي خلايا الدم البيضاء.
يتم إنتاج هذه الخلايا في نفس النخاع الذي يتم إنتاج كريات الدم الحمراء فيه, وتقوم هذه الخلايا بوظيفة الشرطي المتنقل في الجسم, حيث أن لهذه الخلايا القدرة على مهاجمة جميع الأجسام الغريبة أو الضارة المتسللة إلى الدم أو خلايا الجسم, مثل البكتيرا والجراثيم, لذلك فإن هذه الخلايا تعتبر خط الدفاع الحصين للجسم.
أخيرا وليس آخرا فإن النوع الثالث من الخلايا التي يحملها سائل البلازما هي الصائح الدموية.
يتم إنتاج هذه الخلايا في نفس النخاع الذي يتم إنتاج كريات الدم الحمراء فيه, وتقوم هذه الصفائح بتنفيذ عملية التجلط الدموي في حالة الحاجة لذلك, فعندما ينجرح أي جزء من الجسم, يسيل الدم خارج الأوعية الدموية, وهذا يعني نفاذ الدم من الجسم في حال استمرار ذلك دون توقف وبالتالي الموت, ولكن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الصفائح الدموية لتقوم بالتجمع عند الشرايين والأوردة المقطوعة وتشكل تجمعا من الصفائح لإغلاق مكان تسرب الدم, وهذا ما يسمى بتخثر الدم أو تجلطه.

ينتقل الدم إلى أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية.
الأوعية التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين والغذاء تسمى الشرايين.
أما الأوعية التي تعيد الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون والفضلات فتسمى الأوردة.

يكون لون الدم في الشرايين ضاربا للحمرة بسبب الهيموغلوبين الحامل للأكسجين, أما في الأوردة فيكون ضاربا للزرقة بسبب فقدان الأكسجين, وتكون بنية أوعية الشرايين أكثر سماكة وقوة من الأوردة, وعلى كل فإن كل منهما يتكون من بطانة داخلية يغلفها طبقة مرنة لينة, ويحيط بها طبقة من العضلات الملساء التي تقوم بالتمدد عند ضخ الدم ومن ثم التقلص لدفع الدم في مجراه, ويغلف العضلات طبقة لينة أخرى, وأخيرا يغلف الأوعية الدموية غشاء خارجي.

يكون ضغط الدم في الشرايين أكبر بكثير منه في الأوردة, وذلك لأن الشرايين تنقل الدم المندفع من القلب بقوة إلى الجسم, أما الأوردة فتنقل الدم العائد من الجسم ببطئ.

يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز خاص بذلك, بحيث يقوم الطبيب بربط حزام قماشي حول الذراع, ويضع أسفله سماعة للقلب, ومن ثم يبدأ بنفخ هذا الحزام ويستمع الطبيب إلى نبضات القلب من خلال السماعة, ويستمر بالنفخ حتى يتوقف النبض, عندها يبدأ الطبيب بتحرير الهواء من الجهاز حتى يستمع إلى بداية جريان الدم ثانية, ويقرأ الضغط ليحصل على الضغط الأقصى للدم, ويستمر بالإستماع إلى جريان الدم حتى يختفي الصوت, وذلك يعني عودة القلب إلى وضعه الطبيعي, عندها يقرا الضغط ثانية ليحدد الضغط الأدنى للدم.
القراءة الطبيعية للضغط هي120/80 , إذا كان الضغط الأقصى عند أحدهم أعلى من 120 فهذا يعني أن ضغطه مرتفع, أي أن قلبه يبذل مجهودا أكبر في ضخ الدم بسبب زيادة الجهد الذي يقوم به الجسم أو بسبب مرض ما.
بعدها يفرغ الطبيب الهواء من الحزام ليعود النبض إلى وضعه الطبيعي ويتمكن من قياس الضغط

ومن الجدير بالذكر أن الدم يقسم إلى أربع فئات مختلفة هي:
الفئة أ , الفئة ب , الفئة أب , الفئة صفر.
إختلاف الفئة لا يعني إختلاف مكونات الدم الأساسية, وإنما الإختلاف يكون بسبب إختلاف نوع بروتينات الأنتجين الموجودة على سطح كريات الدم الحمراء.
فعندما يتواجد بروتين الأنتجين من نوع أ فقط على كريات الدم الحمراء فهذا يعني أن نوع الدم هو أ.
وبالمقابل فإن تواجد الأنتجين من نوع ب يعني أن الدم من نوع ب
أما إذا تواجد كلا النوعين على سطح كريات الدم الحمراء فهذا يعني أن نوع الدم أب
أما عدم تواجد أي من بروتينات الأنتجين يعني أن الدم من نوع صفر.

وأخيرا فهنالك الأنتيجن المسمى أنتجين د , وهو العامل المسؤول عن تحديد فيما إذا كان كل فئة من الفئات السابقة موجبة أم سالبة.
فمثلا إذا تواجد الأنتجين د مع فئة الدم أ فهذا يعني أن نوع الدم هو أ موجب.

أهمية الفئات تكمن في إماكنية نقل الدم من شخص لآخر, فحتى تنجح هذه العملية يجب أن تكون فئتي الدم لدى الشخصين متماثلة أو متقاربة.

كيف يعمل القلب ؟

القلب, المضخة الحية العجيبة في هذا العالم, محرك الدورة الدموية في الجسم, رمز الحياة في الإنسان, مصدر العواطف والشجاعة عند القدامى.

عضلة تعمل ليل نهار طوال العمر دون كلل أو ملل لتضخ الدم لجميع أجزاء الجسم حاملا الأكسجين والغذاء إلى مختلف نواحي الجسم ليبقى ينبض بالحياة.

يتكون القلب من نصفين أيمن وأيسر بالنسبة للجسم, كل نصف فيه حجرتين, العليا تسمى الأذين والسفلى تسمى البطين, ويفصل بينهما صمام يتحكم بانتقال الدم بينهما.

يصب الدم القادم من دورته من الجسم في الأذين الأيمن من القلب ومن ثم يتقلص الأذين وينفتح الصمام الثلاثي بين الأذين الأيمن والبطين, فيتدفق الدم إلى البطين الأيمن ويغلق الصمام ثانية لضمان عدم عودة الدم إلى الأذين الأيمن.
بعد ذلك تتقلص عضلة البطين الأيمن وينفتح الصمام الرئوي ليندفع الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين عبر الشريان الرئوي, ويتم إغلاق الصمام من بعد خروج الدم لضمان عدم رجوع الدم إلى البطين الأيمن.

ويتزامن مع هذه العملية عملية يتدفق فيها الدم إلى الأذين الأيسر ومن ثم تتقلص عضلة هذا الأذين وينفتح الصمام التاجي فيتدفق الدم إلى البطين الأيسر ويغلق الصمام لضمان عدم رجوع الدم.
وأخير تنقبض عضلة البطين الأيسر لتدفع الدم بقوة عبر الشريان الأبهر إلى كل أنحاء الجسم حاملا الأكسجين والغذاء, ومن ثم تتكرر الدورة السابقة بشكل مستمر لإبقاء الجسم على قيد الحياة.

ينبض القلب 140مرة عند المولود الجديد, وويتناقص هذا العدد إلى 100 في عمر الثلاث سنوات, ويستمر العدد بالتناقص حتى يصل إلى معدل 80 نبضة في الدقيقة عند الإنسان البالغ.
ويختلف معدل دقات القلب حسب النشاط الذي يقوم به الإنسان, فإذا كنت تمارس الرياضة فإن دقات قلبك سوف تزيد حتى يتمكن الدم من إيصال الأكسجين والغذاء بشكل أسرع إلى الجسم حتى يتمكن من الحصول على الطاقة اللازمة لأداء التمارين الرياضية.
أما في حالة الجلوي فإن القلب يعود إلى معدل النبضات الطبيعي لأن الإنسان لا يحتاج إلى الكثير من الطاقة في تلك الحالة.

وللعلم فإن القلب ينبض ما يقارب 115ألف نبضة في اليوم, و42 مليون مرة في السنة, وثلاثة بلايين مرة في متوسط عمر الإنسان.
ولتكتمل صورة عظمة الخالق, فيجب عليك أن تعلم أن القلب يضخ حوالي 12 ألف ليتر من الدم في اليوم, و300 مليون لتر من الدم في متوسط عمر الإنسان, وأن القوة المبذولة لضخ هذه الكمية يكفي لرفع عشرة أطنان إلى علو 16 كيلومتر في الهواء.
وأن قلبين معا يمكنهما أن يجهزا قوة كافية لتحريك شاحنة حول العالم ولمدة سنتين, فسبحن الخالق العظيم.

وأخيرا فإنه لا بد من التذكير بدور القرآن في هذا المجال, فقد ذكر القرآن الكريم القلب في كثير من الآيات, وربطه بالإطمئنان والعقل والخوف:
بسم الله الرحمن الرحيم
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
سورة الرعد آية رقم 28

بسم الله الرحمن الرحيم
{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
سورة الحج آية رقم 46

بسم الله الرحمن الرحيم
{إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا}
سورة الأحزاب آية رقم 10

ضغط الدم - ارتفاع انخفاض ضغط الدم

ما هو ضغط الدم ؟
حوالي 20% من سكان العالم يعانون من زيادة في ضغط الدم والذي يعتبر مرضاً مُزْمنا, ويمكننا اليوم ان نوازن الضغط عن طريق إتباع نهج حياه مُتداخلاً مع العلاج الطبي وبذلك نحظى بعمر طويل وحياة هنيئه.

ما هو ضغط الدم ؟
يسري الدم في أجسامنا في شبكه مغلقه من الاوعيه الدموية وفي مسار دائم, يضخ القلب الدم المشبع بالغذاء والأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم وخلاياه بواسطة الشرايين. والدم الذي يحمل ثاني أكسيد الكربون والفضلات يُعاد إلى القلب بواسطة الاورده. والضغط الذي ينتج على جدران الاوعيه الدموية في عملية سريان الدم يسمى ضغط دم. عندما ينقبض القلب ويضخ الدم إلى الشرايين ويتكون ضغط يسمى " ضغط سيسيتولي" وهو العالي. وعندما يسترخي القلب بين انقباضه وأخرى يتكون ضغط يسمى " ضغط دياستولي" وهو الواطئ.

ما هو ضغط الدم الزائد ؟
حاله يكون فيها الضغط العالي فوق 140 ملم زئيق والواطئ فوق 90 ملم زئبق. هذا يُعْتبر ضغط دم زائد. عند الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم زائد تصبح الاوعيه الدموية عندهم ضيقه, وهذا يشجع تصلب الشرايين (تكلّس), التي تضر بسريان طبيعي للدم. ونتيجة لذلك يحدث عبء على القلب ويزيد احتمال الاصابه بانسداد عضلة القلب. وفي المراحل الأولى لهذا المرض لا تظهر أية علامة تحذير, ولذلك لا يعلم المريض بوجوده. واذا لم يتم تشخيص المرض وعلاجه قد تحدث إضرار للجهاز الدموي وللقلب, والكليتين والرجلين والدماغ, وهذه الإضرار قد تسبب إعاقات مختلفة وأحيانا تنتهي بالموت. وهذا التداخل بين عدم ظهور علامات تحذير وبين الأضرار التي قد يسببها هذا المرض جاء بلقب " القاتل السّاكن".

نسبة دهنيات مرتفعه في الدم هي من مسببات ضغط الدم الزائد اضافة التدخين والوزن الزائد وقلة النشاط الرياضي ,والامراض مثل السكريوامراض الكلى والميل الوراثي اضافة الى العمر.

الوقايه
ان مسببات ضغط الدم الزائد ليست مؤكده تماما ولكن الأبحاث تربط ذلك مع بعض المسببات. قسم منها لا يمكن تغييره مثل الوراثة, ولكن يمكن تغيير القسم الأخر, لأنها تتعلق بنمط الحياة وتبني التوصيات والنصائح قد يساهم في توازن ضغط الدم.

• التغذيه - انقاص الوزن, خفض استهلاك الملح. تحديد استهلاك الدهنيات وخاصة المشبعة منها
• القيام بأنشطه رياضيه – ينصح بالمشي لمدة 40 دقيقه 3 مرات اسبوعياً
• الإقلاع عن التدخين

لمن يعانون زيادة في ضغط الدم ينصح بالمتابعه في قياس الضغط, في العياده او في البيت والمحافظه على تغذيه مناسبه, والقيام بنشاط رياضي, وعدم التدخين والحرص على تناول الادويه حسب توصية الطبيب.
وعند قياس ضغط الدم من المهم التأكد من صلاحية الجهاز وفحصه سنوياً ويجب تنفيذ الفحص بعد 5 دقائق من الراحه وعدم القياس مباشرة بعد تدخين او اكل وانما الانتظار 30 دقيقه

مرض الخلية المنجلية

الخلية المنْجلية، مرض. مرض الخلية المنجلية أحد أمراض الدم الوراثية، يحدث أساسًا بين السود. ويؤثر كذلك على جماعات أخرى، من شعوب الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. تسبب الخلية المنجلية نوبات دورية تشتمل على ألم مُبرّح وحُمَّى، وفي كثير من الحالات تلف أعضاء الجسم. ويُحتمل أن يصيب كذلك جميع أجزاء الجسم، خاصة العظام والكبد والرئة والطحال. وتؤدي مثل هذه الإصابات أحيانًا إلى السكتة الدماغية والفشل الكُلَوي والضَّعف الشديد والموت المفاجئ. تحدث معظم الوفيات في مرحلة الطفولة بسبب العدوى أو السكتة الدماغية ومع ذلك يعيش كثير من الأفراد الذين يحملون هذا المرض من 40 إلى 50 سنة.

يحدث مرض الخلية المنجلية المعروف كذلك بأنيميا الخلية المنجلية نتيجة نقص كريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي.

يحمل كل من الأبوين مورثات الهيموجلوبين الطبيعي والمنجلي. وللطفل الذي يولد لمثل هذين الأبوين فرصة وراثة مورثة الهيموجلوبين المنجلي من الأبوين بنسبة 4:1. ومن ثَم يتطور لديهم مرض الخلية المنجلية. والأفراد الذين يرثون مورثة الهيموجلوبين المنجلي من أحد الأبوين لا يقعون فريسة لمرض الخلية المنجلية. ولكن يتكون لديهم حالة تعرف باسم سمة الخلية المنجلية ويمكنهم نقل المورثة المنجلية لأطفالهم. توضح عينات الدم المكبرة كريات الدم الحمراء الطبيعية، وكريات الدم الشاذة للشخص المريض بالخلية المنجلية، تبدو خلايا الدم النموذجية التي تحمل هيموجلوبين الخلية المنجلية طويلة ومدببة وقانية الحمرة ولكنها لم تتحول بعد إلى أشكال هلالية. المصدر : الموسوعة العربية